منتدي السحاري

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي السحاري

حد الصحاري

 البحث عن الكمال يزيدك نقصا 2
شعارنا: نسعي لنتطور.نتطورلنرقي ونسمو إذايجب أن نطمح إنه الطموح    
يقول الأديب والعالم الفيزيائي الدكتور أحمد زكي «ليس ألذ في أحاديث الناس من قصة، وليس أمتع فيما يقرأ الناس من قصة، والعقول قد تخمد من تعب، ويكاد يغلبها النوم، حتى إذا قلت قصة ذهب النوم، واستيقظت العقول، وأرهفت الآذان... وهانحن نختار لكم أروع القصص فأرجوا أن تستمتعوا وتستفيدوا

أهلا وسهلا بك في منتديات السحاري منتدي لكل الأجيال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    البحث عن الكمال يزيدك نقصا

    مصطفى
    مصطفى
    مشرف عام
    مشرف عام


    عدد المساهمات : 388
    نقاط : 15965
    التصويت : 8
    تاريخ التسجيل : 20/10/2010
    العمر : 35
    الموقع : bm1988@yahoo.fr

     البحث عن الكمال يزيدك نقصا Empty البحث عن الكمال يزيدك نقصا

    مُساهمة من طرف مصطفى الإثنين 15 أغسطس 2011, 02:10

    إبان الحرب الأمريكية في فيتنام، رن جرس الهاتف في منزل من منازل أحياء كاليفورنيا الهادئة، كان المنزل لزوجين عجوزين لهما ابن واحد مجند في الجيش الأمريكي، كان القلق يغمرهما على ابنهما الوحيد، يصليان لأجله باستمرار، وما إن رن جرس الهاتف حتى تسابق الزوجان لتلقى المكالمة في شوق وقلق.

    الأب: هالو... من المتحدث؟

    الطرف الثاني: أبي، إنه أنا كلارك، كيف حالك يا والدي العزيز؟

    الأب: كيف حالك يا بني، متى ستعود؟

    الأم: هل أنت بخير؟

    كلارك: نعم أنا بخير، وقد عدت منذ يومين فقط.

    الأب: حقا، ومتى ستعود للبيت؟ أنا وأمك نشتاق إليك كثيرا.

    كلارك: لا أستطيع الآن يا أبي، فإن معي صديق فقد ذراعيه وقدمه اليمنى في الحرب وبالكاد يتحرك ويتكلم، هل أستطيع أن أحضره معي يا أبي؟

    الأب: تحضره معك!؟

    كلارك: نعم، أنا لا أستطيع أن أتركه، وهو يخشى أن يرجع لأهله بهذه الصورة، ولا يقدر على مواجهتهم، إنه يتساءل: هل يا ترى سيقبلونه على هذا الحال أم سيكون عبئا وعالة عليهم؟

    الأب: يا بني، اتركه لحاله، دع الأمر للمستشفى ليتولاه، ولكن أن تحضره معك، فهذا مستحيل

    من سيخدمه!!!

    أنت تقول إنه فقد ذراعيه وقدمه اليمنى، سيكون عاله علينا، من سيستطيع أن يعيش معه? كلارك... هل مازلت تسمعني يا بني? لماذا لا ترد؟

    كلارك: أنا أسمعك يا أبي هل هذا هو قرارك الأخير؟

    الأب: نعم يا بني، اتصل بأحد من عائلته ليأتي ويتسلمه ودع الأمر لهم.

    كلارك: ولكن هل تظن يا أبي أن أحداً من عائلته سيقبله عنده هكذا؟

    الأب: لا أظن يا ولدي، لا أحد يقدر أن يتحمل مثل هذا العبء!

    كلارك: لا بد أن أذهب الآن وداعا.

    وبعد يومين من المحادثة، انتشلت القوات البحرية جثة المجند كلارك من مياه خليج كاليفورنيا بعد أن استطاع الهرب من مستشفى القوات الأمريكية وانتحر من فوق إحدى الجسور!.


    دُعي الأب لاستلام جثة ولده... وكم كانت دهشته عندما وجد جثة الإبن بلا ذراعين ولا قدم يمنى، فأخبره الطبيب أنه فقد ذراعيه وقدمه في الحرب! عندها فقط فهم! لم يكن صديق ابنه هذا سوى الابن ذاته (كلارك) الذي أراد أن يعرف موقف الأبوين من إعاقته قبل أن يسافر إليهم ويريهم نفسه.

    إن الأب في هذه القصة يشبه الكثيرين منا، ربما من السهل علينا أن نحب مجموعة من حولنا دون غيرهم لأنهم ظرفاء أو لأن شكلهم جميل، ولكننا لا نستطيع أن نحب أبدا "غير الكاملين" سواء أكان عدم الكمال في الشكل أو في الطبع أو في التصرفات.

    ليتنا نقبل كل واحد على نقصه متذكرين دائما إننا نحن، أيضا، لنا نقصنا، وإنه لا أحد كامل(الا الله سبحانه)

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 19 مايو 2024, 08:28